2015/07/27

العلامة أحمد ولد الطلبة الحاجي في سطور

هو أحمد بن باب بن محمذن بن حمدي بن المختار بن الطالب أجود، وهو الابن الأصغر لوالده العلامة المرابط باب بن محمذن بن حمدي، نظرا لتوليه رئاسة قبيلته في أوج شبابه فقد اهتم أكثر بالشؤون السياسية والاجتماعية والتوجيه الروحي على حساب الجانب العلمي،
وقد ذكر المؤرخ الفرنسي "بول مارتي" في كتابه إمارة الترارزة أن ميلاده كان حوالي 1886 م، وتم تعيينه سنة 1910 شيخا لإدولحاج، وأنه هو الممثل الحالي لأسرته التيكانت تمثل المخيم الديني والموجه الروحي في إدولحاج. (الكتاب مطبوع في باريس سنة 1919 م).

والتوجيه الروحي على حساب الجانب العلمي، وقد ذكر المؤرخ الفرنسي "بول مارتي" في كتابه إمارة الترارزة أن ميلاده كان حوالي 1886 م، وتم تعيينه سنة 1910 شيخا لإدولحاج،وأنه هو الممثل الحالي لأسرته التيكانت تمثل المخيم الديني والموجه الروحي في إدولحاج. (الكتاب مطبوع في باريس سنة 1919 م).

ولذا فإن أحمد ولد الطلبه عايش الاستعمار الفرنسي كأمر واقع وجده أمامه، وقد تعامل معه الفرنسيون بوصفه رئيسا لقبيلته ولبعض المجموعات الأخرى المرتبطة بها، ونظرا لكون أسرته من ضمن الأسر ذات النفوذ الروحي والسياسي والاجتماعي في المنطقة وما كانت تحظى به من احترام خاص لدى جميع ساكنة هذه المنطقة.

تميز بالورع الشديد ومداومة الأذكار وكثرة العبادة وحسن الخلق، ومن مواقفه ما يحكى أنه كان مرة في استقبال أحد الإداريين الفرنسيين مع بعض شيوخ القبائل، وقد قام بعض الشيوخ بمصافحة زوجة الإداري الفرنسي، فلما بلغت أحمد ولد الطلبه رفض مصافحتها، فأنشد بعض الحاضرين الگاف التالي:

الاشياخ ال غيرك مَضَمْ ++ اتْمازحْهَ واتْصَافحْهَ
وانت سنة سـيـد الامــم ++ اتْماسيهَ واتْصَابِحْهَ

وكان مرة في اجتماع مع الحاكم الفرنسي العام في السنغال، يحضره جميع الأمراء وشيوخ القبائل الموريتانية، وكانوا جالسين في قاعة في انتظار خروج الحاكم، فلما بلغ وقت الصلاة تهيأ أحمد لها فطلب منه بعض الحاضرين من مشايخ الزوايا تأخير الصلاة حتى ينتهي الاجتماع مع الحاكم، فرفض وأمر بعض مرافقيه برفع الأذان، ثم تقدم للصلاة وصلى خلفه الأمراء وأغلبية الشيوخ، بينما جلس آخرون، وفي أثناء الصلاة خرج الحاكم فلما رآهم في الصلاة رجع حتى يفرغوا، وحينئذ تجرأ الباقون وتقدموا للصلاة.توفي أحمد ولد الطلبه رحمه الله سنة 1942 م ودفن بمقبرة العرش جنوب الطريق الرابط بين تكند والمذرذرة.

نبذة عن والده العلامة باب بن محمذن بن حمدي (المتوفى سنة 1316 ه): 

باب بن محمذن بن حمدي الشهير بلقب "لمرابط باب" تمييزا له عن عمه باب بن حمدي الملقب "باب الكبير"، أخذ عن والده محمذن وعمه باب وعن العلامة محنض باب بن اعبيد والعلامة محمذن فال بن متالي.ظهر في عصره ظهورا منقطع النظير،فأقام حدود الشرع، وكان له دور كبير في انتشار الطريقة الشاذلية في إفريقيا جنوب الصحراء.

من تآليفه: فتح المالك بشرح ألفية ابن مالك، وسلم الوليد في التجويد، وتيسير الرزاق في تيسير الأرزاق، ودعاء السحر، وشرح على نظم المجرحات لمحنض باب بن اعبيد الديماني وغيرها...، توفي رحمه الله سنة 1316 هـ الموافق 1898 م عن 63 سنة، ودفن بمقبرة "تلبركات" على الشمال الشرقي من تكنت.

للاطلاع على معلومات أكثر عنه، انظر: "مدخل لدراسة البعد الثقافي والاجتماعي والسياسي لباب بن محمذن بن حمدي"، رسالة تخرج الطالب محمد ولد حامد من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط، السنة الجامعية 1986-1987. ذكر الإداري الفرنسي بول مارتي في كتابه إمارة الترارزة L’Emirat des Trarza(ص 265 - 267) أن "باب بن محمذن كان يمثل أكبر شخصية في إدولحاج في القرن التاسع عشر، وأنه كان يقوم بدور المستشار الديني والمبعوث الدبلوماسي لأمراء الترارزة، وقد تدخل لتسوية أحداث سنة 1894 إثر مقتل حاكم دگانه على يد أمير بيظاني".


خلف باب عدة أبناء أكبرهم المختار الذي سار على خطوات أبيه لكن موته المفاجئ سنة 1910 قطع مشواره"."أحمد (يعني أحمد ولد الطلبه) الذي يبدو أنه لم يكن يريد لعب المرابط، شاب، ذكي، نشط، لكنه نسبيا أقل تعلما، تم تعيينه سنة 1910 شيخا لإدولحاج"."نظرا لمكانته الدينية وثروته المادية، كان يجمع حوله مريدي أسرته، وكان يتكلم قليلا الفرنسية".